كفى من تحميل أساتذة الابتدائي فوق طاقتهم
حمد فصيح مؤطر تربوي ومدرب حساب ذهني وباحث في ديداكتيكـ مواد الابتدائي
إذا رجعنا للمدرسة الابتدائية وبحثنا قليلا عن معاناة السادة الأساتذة الكثيرة سنجد أن معاناة أستاذ اللغة الفرنسية أكثر -سأحاول استبعاد أساتذة المستويات المتعددة فهم مثال للاجتهاد والمثابرة في ظل انعدام رؤية تدبير هذا النوع من المستويات-
أساتذة اللغة الفرنسية بالاسم نعم لكنهم غير ذلك فهم أساتذة الرياضيات وما أدراك ما الرياضيات وأساتذة النشاط العلمي، فالتسمية الحقيقية لهذا النوع من الأساتذة أساتذة فروماطعلوم. أساتذة يجدون أنفسهم يدرسون ثلاث مواد أساسية رياضيات وعلوم بثلاث لغات أو أربع لغات مختلفة، فهو من الضروري أن يستعمل العربية الفصحى والفرنسية للتهيئة اللغوية والدارج والأمازيغية للتقريب والتواصل.
وهناك من الأساتذة من يبدع في تدبير هذه الازدواجية اللغوية باستعمال وزرتين الأولى زرقاء يلبسها إشارة منه للمتعلمين للتحدث باللغة العربية وما هي إلا لحظات ويلبس وزرة بيضاء إذانا بضرورة التحدث باللغة الفرنسية.
الأجدر في نظري -إن كان هم المنظومة التربوية في تطوير اللغة- هو سن التخصص اللغوي في الابتدائي، كيف لا يشتكي أساتذة التخصص في الاعدادي والثانوي عن المستوى المتدني في اللغة الفرنسية، شكواهم هذه غير مفهومة إذا أرجعوا المشكل كله للأستاذ الابتدائي المثقل بالمواد المدرسة.
أستاذ ابتدائي، تريد منه المنظومة التربوية موسوعة معرفية من ناحية وماهرا ديداكتيكيا في كل شيء، ديداكتيكيا في اللغة وديداكتيكيا في العلوم وديداكتيكيا في التربية الإسلامية ووووو
في هذا الإطار، وغالبا ما تكون أسئلة معقولة الطرح : من الذي يستحق الاهتمام به من طرف المنظومة؟ من الذي يبني؟ من الذي يؤسس؟ ما الأجدر بالتخصص ؟
تخصص في اللغة الفرنسية أو الانجليزية في الابتدائي أصبحت ضرورة إذا أردنا السير قدما، الكل مستاء من أداء المتعلمين في اللغة الفرنسية وغالبا ما يرجع المشكل للأستاذ، كفانا ضحكا على أنفسنا، تخصص أصبح ملزما في الابتدائي حتى يرتبط الأستاذ باللغة الفرنسية لتحقيق عملي للانغماس اللغوي.
أساتذة اللغة الفرنسية يقومون بجهد مضاعف-مقارنة مع أساتذة اللغة العربية- إن لم نقل جهد مضروب في ثلاثة.
هناك من يقارن بين التعليم الخصوصي والعمومي في هذه الجزئية أي اكتساب اللغة الفرنسية، لا مجال للمقارنة بين أستاذ الفرنسية في التعليم الخصوصي متخصص من ناحية وأغلب المتعلمين مستواهم جيد من ناحية ثانية (هنا أتذكر مقولة أحد المؤطرين أنه لا يعترف بمؤسسة خصوصية تقوم بروائز الدخول وتختار فقط المتفوقين،أين إذن دورها؟) وبين أستاذ الفرنسية للتعليم العمومي متعدد اللغات من ناحية ومتعدد المستويات(ليس بالضرورة المستويات الدراسية بل مستوى القدرات) من ناحية أخرى.
منظومتنا التربوية، أتريدين الإصلاح فعلا، كوني منصفة لأساتذة البناء والتأسيس، أساتذة الطفولة الذين يشكلون بناة للمستقبل، منظومتنا التربوية كرسي ثقافة أستاذ الابتدائي هو رأس الهرم التربوي وليس قاعها، منظومتنا التربوية انظري من حال أساتذة الابتدائي.